الرئيسية » الرئيسية » حزب الديمقراطيين الجدد يطلق مشروع 1000 قيادي بجهة فاس مكناس

نادي “رواد الشباب المغربي” بالمدرسة الوطنية العليا للفنون و المهن بالبيضاء

“شرف النتماء” عبارة كثيرا ما يرددها الرء في مواقف عدة، قدتصيب مرة و قد تخطئ مرات، لكن حتما
بل صدقا سيستشعر معناها من انضم إلى نادي “رواد الشباب الغربي” بالدرسة الوطنية العليا للفنون
و الهن القابعة بالبيضاء، ناد اتخد فرعي رئيسيي دون سواهما لكن بمبدإ واحد، أحدهما اهتم بالعمل
الجمعوي و الخر جعل من الشاريع التقنية البتكرة أساسا له، أما عن البدأ الذي ارتكز عليه الفرعي معا
هو النية التي تسبق كل عمل، و هي نية مساعدة الخر الحتاج قدر الستطاع و أكثر، ماديا و ذلك بحل
مشاكله في إطار ما هو تقني، أو معنويا و ذلك بإدخال الفرح و السرور على قلبه لينعكس على محياه في
إطار ما هو جمعوي إنساني، و بهذا فقط يكون النادي حقق مبتغاه بل الغاية السمى التي ُ شيد أساسا
من أجلها.
إن الحديث عن نادي “رواد الشباب الغربي” قد يطول لكن المر يتسحق ذلك، فوحده الحديث قادر
عن إقحامك في جو النادي و التعرف عليه عن كتب، حديث يستدعي جرد مجمل النشطة التي نظمها و
أشرف عليها أعضاء النادي: رواد الغرب، في فرعيه الثني.
بالنسبة للعمل الجمعوي، فكانت أول مبادرة أقدم عليها النادي هي زيارة لدار اليتام ” باب الريان”
بالبيضاء، حيث انتقل مجموع أعضائه ذات أمسية فشيدوا به جملة من الورشات التعليمية لفائدة أطفال
اليتم الذي تباينوا بي التخلى عنهم و اليتامى، الذين تفاعلوا مع النشطة بكل طاقتهم و حماسهم الغير
مضاهيي.
وقد شارك في هذه البادرة مجموعة من مشاهير الويب، إضافة إلى بعض الشباب الذين تبرعوا
بموهبتهم من تهريج و غناء في سبيل إدخال البهجة و الفرح لقلب هؤلء الصغار الذين أظهروا من الفرح
ما قد يُفَ ّ رق على سكان مدينة بأكملها فيكفيهم، و إن كان عددهم ل يتجاوز الثلثي طفل.
بعد النجاح اللحوظ الذي شهده أول حدث نظمه النادي في هذا الوسم، ازدادت شعلة المل و الحماس
بقلوب أعضائه اشتعال، الشيء الذي جعلهم يتأهبون لبادرة ثانية بفكرة أكثر إبداعية، و كانت فكرة دورة
تدريبية في فن اللقاء لفائدة طلب السنة الختامية بإحدى الثانويات العمومية من خيرة الفكار القترحة من
قبل العضاء، فتم تطبيقها بثانوية “جعفر الفاسي الفهري” بالبيضاء، و على أساس نجاحها و تجاوب
الطلب معها تم إقامة، بالدرسة الوطنية العليا للفنون و الهن التي تحتضن النادي، مسابقة في فن اللقاء
استنادا لا تعلموه في الدورة، فظفرت هذه البادرة بنجاح ملموس كسابقتها.
أما في إطار التوجه الثاني و الذي يهتم بالشروع التقني البتكر فقد شارك النادي بجملة من
الشاريع التقنية، التي كانت في بادئ المر مجرد أفكار، في مسابقة عالية تحت عنوان “”Start-Up
احتضنتها مدينة البيضاء ، تأهل منها اثني لرحلة التصفية النهائية، أحدهما عن آلة تستغل الطاقة
الشمسية في تصفية مياه السدود لتصبح صالحة للشرب، و هي أساسا مصممة لفائدة قاطني الناطق
النائية من قرى و بوا ٍ د إذ أن مبدؤها يتوافق تماما مع ظروف موقعهم، أما التاني ف ِ فكرتُه تمركزت حول
تطبيق ذكي و مبتكر يُو َ صل مباشرة بآلة يتم غمرها في التربة فتحدد مقوماتها و حمضيتها، هكذا يرصد
التطبيق مدى صلحيتها لزراعة نوع عن غيره.
إن اجتماع العمل الجمعوي النساني و الشاريع التقنية البتكرة في نفس النادي و بنفس البدأ و
الغاية، كان لبد لهما أن يلتحما عاجل أم آجل، ما دام لهما نفس النواة و الغشاء واحد، هكذا تم
التأسيس لفكرة استهداف قرية من منطلق أنها منطقة يجتمع فيها النقص الادي و العنوي على حد سواء،
ذلك أن النقص الادي يتمثل في الفتقار لبعض الؤهلت الضرورية كالاء الصالح للشرب و الكهرباء و هما
مبدئيا مشاكل قد تجد حلها في مشاريع تقنية مبتكرة، أما النقص العنوي فهو من نتاج تهميش قاطني
هذه الفئة ل لشيء و إنما لتواجدهم في موقع استراتيجي اقتضى ذلك.
هذه الفكرة التي حضيت بتفاعل و دعم من قبل مجموع أعضاء النادي، و التي أُطْلق عليها فيما بعد
اسم”،”Ecov-villageجعلت طموحهم يلمس القمم و هكذا كان حماسهم ما دفعهم إلى إنتاج أفكار
إبداعية تفرعت من أقوى فكرة إبداعية شهدها النادي على الطلق، أل وهي استهداف قرية واحدة و ترميم
نقصها.
تدفقت الفكار و القتراحات من كل صوب، و إن َ د ّ ل هذا عن شيء فإنما يدل عن روح الساعدة و
الرغبة في خدمة الخر، الشيئان الذان زرعهما النادي في قلب كل من انضم إليه، أما عن روح تقبل الخر
و العمل وفق فريق فظهرا عند اتفاق أعضاء النادي عن تقسيم النادي إلى خمسة فروع رئيسية، إحداها
لها جذور في العمل الجمعوي و الخرى عبارة عن فروع لختلف الشاريع التقنية، و بعد الصادقة على
هذا القرار في العام النصرف، عمل النادي وفقه للمرة الثانية خلل هذا الوسم، إذ أنه اتخد من “دوار
شبيكة” وجهته و من القيمي به فئته الستهدفة، و هكذا تم إنشاء قافلة خيرية لفائدتهم ترأسها فرع
ُ سمي ب ” ،”Ecov-smileتَ ّ م إثرها جمع تبرعات العموم من ملبس و أغطية، تم فرزها وطيها و تقسيمها
بعدد العائلت القاطنة بهذه القرية، لينتقل بعدها و خلل يومي كاملي الفريق برمتة إلى القرية، حيث
شرعوا بالعمل.
تَم خلل هذين اليومي إعادة تأهيل مدرسة القرية من قبل ” “Ecov-smileثُم ثَ ّ م تثبيت ستة حواسيب
تتضمن دروس مشروحة من قبل أعضاء النادي صوتا و صورة لفائدة التلميذ بمختلف العمار الشيء
الذي تكفلت به مبادرة ” ،”Ecov-schoolهذا الشروع قد يبدو تعليميا بسيطا للوهلة الولى و هو أساسا
كذلك، لكنه تقنيا إذ أن الحواسيب الستعملة تعتمد عى الطاقات التجددة، كما تم تثبيت آلة لتصفية مياه
الواد التي يتوسط هذه القرية ليصبح صالحا للشرب و سهل الستعمال.
أما بخصوص الضاءة التي كانت ُ م ِ همة ” ،”Ecov-lightفالقرويي يعتمدون بشكل أساسي على
الشموع التي تنتج ثاني أكسيد الكربون الضر الشيء الذي دفع بأعضاء هذا الفرع إلى العتماد على
مشروع محدث يعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر لتغذية الصابيح التي تم تزويد أسر القرية بها.
أما آخر فرع و السمى ب” ،”Ecov-coopفهو الخصص لتزويد أهل القرية بمشروع ُ م ِ در للربح،
يستغلون مواهبهم و يربحون منه ما يسد جوعهم، و هكذا جاءت فكرة إنشاء تعاونية لفائدة نساء القرية
لصناعة الزرابي من بقايا القمشة.
في إطار العمل الجمعوي النساني الذي يُؤ ِ سس له النادي، تم اعتماد و للمرة الولى مشروع تحت
عنوان ” اليمان”، تدور فكرة هذا الشروع في فلك تحقيق حلم أو أمنية لطفل يستعصي تحقيقها على
أسرته لمكانياتهم التواضعة، هذه الفكرة التي لقيت تفاعل كبيرا من قبل أعضاء النادي، خرجت للنور
وأضحت مشروعا إنسانيا بامتياز ل يفصل عن تحقيقه إل العثور عن مستهدف، الشيء الذي دفع مجموع
أعضاء النادي إلى الشروع في البحث عن هذا الخير، بحثٌ قاد إلى طفل له ثلث عشرة سنة ، و
بالتعرف عليه و على حلمه، تبي أن ال عز وجل ِ من جهة، س ّ خر الشروع له ليحقق له حلمه الوحيد أل و
هو التمتع بعي سلمي َ ة الظه ِ ر مثل أصدقائه، و من جهة ثانية، س ّ خره للنادي ليحقق غايته و هدفه السمى
منه و من الشروع على حد سواء.
ل أخفيكم سرا أن حالة هذا الطفل َ ر َ قت لها قلوب أعضاء النادي كما رقت لظروف أسرته العوزة،
الشيئان الذان جعل منه الحق و الولى بمشروع “اليمان”، ذلك أن حلمه من جهة قد يبدو غريبا عن طفل
في مثل سنه، و من جهة أخرى يستحق أخذه بعي العتبار و السعي لتحقيقه، هذا الطفل قد أُجريت له
جراحة ترقيعية على مستوى عينه اليسرى و هو ابن الست أعوام إذ تمت إزالة عينه الصليه و استبدالها
بأخرى بعد أن أصيبت بثقب إثر اصططدامه بقطعة خشبية ما أدى إلى تعفن ثم تشوه على مستواها،
ليتستعيد بعد إجراء العملية مظهره الطبيعي لكنه فقد الرؤية بتلك العي، وبعد مرور ما يقارب العشر
سنوات، و في أوائل سنة 2019تعفنت العي الصطناعية التي تمت زراعتها ما جعل عينه تبدو غير
طبيعية و مشوهة إن صح التعبير، الشيء الذي جعله محط سخرية و استهزاء من قبل أصدقائه بالفصل و
غيرهم من أولئك الغير ُ م َ قدرين للمعاناة النفسية التي تجلبها كلماتهم و ألفاظهم الجارحة بعد تلك التي
خلفها ذلك الحادث الشؤوم الذي غيّر حياته و مسارها، كل ما أضحى يَ ْ رجوه هذا الصغير خاصة بعد أن
أدرك إدراكا ُ م ً رّا أنه لن يتمكن من الرؤية بعينه اليسرى مجددا، هو عي سليمة، و إن كانت ل تقوم بوظيفة
العي لكنها تجعل من مظهره سليما فتُبْ ِ عده عن دائرة السخرية، لذا فلنادي خلل هذه الفترة في بحث جار
عن أطباء في هذا الجال للتطوع بخدمتهم لفائدة هذا الطفل، عسى أن تُ ْ حتَ َ سب هذه البادرة في ميزان
حسناتهم و حسنات أعضاء النادي.
و خير ما قد أختم به حديثي عن هذا النادي، نادي رواد الشباب الغربي بالدرسة الوطنية العليا للفنون
و الهن، هو أنه سيتمر في العطاء بل سيتعداه إلى السخاء و سيحمل شعلة المل في وجه كل محتاج، و
يسعى بكل ما أوتي من قوة لسد حاجته، و عسى أن يكون ال وليه و نصير أعضائه.

عن الإدارة