– لَا تَرْجُمُوهَا بالأَحْجارِ –
أُمَّةٌ دَقُّوا في نَعْشِهَا
آخِرَ
المِسْمارِ
حتى انْجَرَفَتْ إِلى الحَضيضِ مِن قُوَّةِ
الإِنْحِدارِ
فَأَصابَ بُنْيانَها زِلْزالٌ شَديدُ
الدَّمارِ
وإِنْزاحَ عن عَوْرَتِها
الغِطاءُ دون
السِّتارِ
أَضْحى تَاجُ الرَّشيدِ
وعَرْشُه بِضَاعةً من
الْبوارِ
غَيْرَ قابِلَةٍ
لِلْإِتِّجارِ
سَقَطَ القِناعُ
وتَدَثَّرَتِ القِلاعُ
بِأَسْمالِ
الصَّغارِ
تَعْلو مَلامِحَها
اَوْراقُ
الثُّوثِ
وأَعْرَاضُ
المّوتِ
والْإِنْدِحارِ
على صفيرِ الهَمْزِ
والَّلمْزِ
والاْحْتِقارِ
بأُفَولِ نَجْمِها
السَّيَّار
لَمَّا خَرَّ من فَلَكِ
الكِبارِ
وأَضْحى شَديدَ الوَهَنِ
شَديدَ
الإِنْشطارِ
فُتاتا مِنْ ذَرَّاتِ
الغُبارِ
في عِدادِ
الماضِي
كَقوْمَيْ تَمودَ
وعادِ
مُجَرَّدَ
خَبَرٍ من
الأَخْبارِ
عَادِيَّاتُ الزَّمانِ
بِكَيِّ
النَّارِ
بِوَصْمَةٍ بِوَشْمِ
العارِ
نَبْشٌ في ذَاكِرة ِالتَّاريخِ
بِنُدُوبٍ على خَدَّها
بالأَظافِر
كَالْمِنْشارِ
نَحيبُ الأَهْرامِ
بِأَنِينٍ فِرْعَوْنيِّ
وسَخَطُ الأَيامِ
الغِرارِ
وشَهيقُ الأَطْلسِ
كَدَوِّ
الإِعْصارِ
ودُموعُ دِمَشْقَ
الشَّامِ
كَقَصْفِ
الأَلْغامِ
كَالجنونِ
كالسُّجونِ
قّاتِلا كَسَعرِ
الضَّوارِي
مُزَلْزِلَا كصَرْخَةِ مُنْهزِمِ
بِلَعْنةِ
الْأَقْدارِ
بِدَوِيِّ رَعْد
وزَمْجَرَة
إِعْصَارِ
وبَارودٍ مُتطايِرٍ
كالشَرَرِ
من عيونِ
الاشْرارِ
لِكيْ تُزيلوا الغُمَّة
عن هذه الأُمَّة
العَارِ
لا تَرْجُموهَا
بالأَحْجارِ
ارْجُموهَا بِسيفِ
عُمَرَ الفاروقِ
المِغْوارِ
بِفْكرِ الغَزالي عُمْقُهُ
بِعُمْقِ
البِحارِ
بِنُبوغِ خَلْدونَ في التَّطَوُّرِ
والإِعْمارِ
ارْجُموها بالمُعَلَّقاتِ
والبيانِ
وبِبَديعِ الزَّمانِ
بحَمراءِ أَنْدَلُسِ
الأَقْمارِ
قُبالَةَ غَرْناطَةَ
الحَدائِقِ
والأَسْوارِ
ارْجُموها بِيَوْمِ
الحَشْرِ
وبالَّليالِ
العَشْرِ
بِالشَّفْعِ
والوَتْرِ
والَّليْلِ
إذا يَسْريِ
بِالمسْجدِ الأَقْصَى
وَقْتَ الإِسْراءِ
في الفَجْرِ
وبِقُبَّةِ
الصَّخْرِ
أرجموها بِبَغْدادَ تَنْتَحِبُ
في الأَسْرِ
وبالفَراتَ ودِجْلَةَ
المَطْعونَتَيْنِ
في الصَّدْرِ
بِسكِّينِ
أَشِقَّاءِ
الغَدْرِ
لَيْلةَ
القَدْرِ
ارْجُموها بِجميلِ
الأَيَّامِ
وبِدِمَشْقَ
الشَّامِ
تَمْشي حَيْثُ
لا تَدْري
من القَهْرِ
دونَ لِثامِ
الطُّهْرِ
مِن بِكارَتِهَا
دَمُ الإِغْتصابِ يسيلُ
ويَجْري
كدُموعِ الأَبْرياءِ
الصِّغارِ
بغَزارةِ سُيولِ
الأَمْطارِ
تَصُبُّ في
النَّهْرِ