-سَادِسٌ ، أَفرِيقيَا تَهْوَاهُ-
أُعْجِبْتُ بِهِ
تَقُولُ الغَزَالَةُ
السَّمرَاءُ
وَالْهُيَامُ الصَّبُّ
اِبْتِلاَءُ
لَكِنَّ عِشْقَ المُلُوكِ خُلودٌ
وَارْتِقَاءُ
ثَغْرُ الزَّمَانِ ابْتِسَامٌ
وَثَنَاءُ
لَمَّا أَبَى المَحْبُوبُ إِلاَّ أَنْ يُعَمِّمَ بِالشَّمْسِ هَامَةَ العَرُوسِ لِأَنَهَا
حَسْنَاءُ
يَطُوفُ حَوَلَهُمَا الخُلُودُ
وَمَلاَئِكَةٌ
شُهُودٌ
فِي الأُفْقِ قَدْ
أَضَاءُوا
أَسْلاَفُهُ مَشَوْا زَهْوًا عَلَى حُقُبِ التَّارِيخِ
بَعْدَ أَنْ وَطَّدُوا السَّلاَمَ
وَالعَدْلَ
وَمَا ثَبَتَ أَنَّهُمْ
أَسَاؤُوا
مِنْ إِدْرِيسٍ أَوَّلٍ فِي يُمْنَاهُ فَجْرٌ
وَسَنَاءُ
إِلَى خَامسٍ اسْتَوَى قَمَرٌ عَلَى قَمَرٍ
سَوَاءُ
كَوْكَبًا ذُرِّيًا يَنْبَعِثُ مِنْهُ وَمِيضُ زُهْدٍ
أُسْوَتُهُ
الأَوْلِيَاءُ
وَالأَنْبِيَاءُ
ثُمَّ سَادِسٍ عَلَى صَهْوَةِ الخُلُودِ جَالِسٌ
لاَحَتْ طَلْعَتُهُ يَعْلُوهَا سِرٌّ خَالِصٌ
وَعَبْقَرِيَّةٌ وَلِينُ
وَبَسَالَةٌ يَخْشَاهَا
الأَصْدِقَاءُ
وَالأَعْدَاءُ
أَسْلاَفُهُ أَسْيَادٌ جَمَعُوا المَجْدَ مَنْ أَطْرَافِهِ
تَرْكَعُ الدُّنْيَا عَلَى أَقْدَامِهِمْ مَتَى
شَاءُوا
رُسِمَ عَلَى مُحَيَّاهُمْ وَقَارُ
الأُمَرَاءِ
سِرُّهُمْ النُّبُوغُ
وَالْبَقَاءُ
تَمْشِي عَلَى هَدْيهِمْ مُنْذُ البَدْءِ النُّجُومُ السَّيَّارَةُ
لاَ تَطَالُهُمُ
السَّمَاءُ
تَرْتَعِشُ مِنْ هَيْبَتِهِمْ الْهِضَابُ وَقِمَمُ الأَطْلَسِ
الشَّمَّاءُ
طَبْعُهُمُ
الصَّفَاءُ
وَالرَّفْضُ وَالتَحَدِّيُّ المَعْهُودُ
وَالذَّوْدُ حَالَةٌ لَدَيهِمْ وَعَوْدٌ أُحَمَدُ
نَبْعُهُمْ
العَطَاءُ
وَالزُّهْدُ وَالوَرَعُ وَالخُلوُدُ
مَشَوا أَسْيَادًا عَلَى هَامَةِ التَّارِيخِ وَأَقْسَمُوا أَلاَّ يَعُودُوا
مَنَارَتُهُمُ اَلْحَقُّ تَحْقِيقًا وَتَجَلِّياً
وَجَلاَءُ
رَقَصَتِ الأَرْضُ لَماَّ
أَطَلَّ بَدْرُ سَادِسٍ
وَقَفَتْ إِجْلاَلاً لَهُ بَاسِمَةً الْجَمِيلَةُ عُيُونٌ
هَدْبَاءُ أَوْ مَاسٌ
يَتَلَأْلأ ُ
تَدَثَّرَتْ جِبَالُهَا تَكْسُوهَا فَسَاتِنُ
أَلْوَانُهَا
شَقْرَاءُ
عَلَى قِمَمِهَا ثُلُوجٌ
كَأَنَّهَا رَايَاتُ
مَجْدٍ خَافِقَاتٌ
بَيْضَاءُ
مَا أَجْمَلَهَا الْفَاتِنَةَ
سَاحِرَةَ
اَللَّوْنِ
أَمِيرَةَ
الْكَوْنِ
عَلَى غُرَّتِهَا وَشْمٌ
بِنَقْشٍ
فِرْعَوْنِي
فِي قَدِّهَا الشُّمُوخُ
وَالعَلاَءُ
قَلْبُهَا عَالَمٌ رَحْبُ
نَبْضُهُ حُبٌّ
وَوَفَاءُ
وَأَمَلُ أَجْيَالٍ
وَإِعْمَارٌ
وَنَمَاءُ
جَلَسَا مَعًا عَلَى عَرْشِ
الزَّمَانْ
عَلَى رَأْسَيْهِمَا
تَاجُ مُلْكٍ وَإَكْلِيلٌ
يَلْمَعَانْ
وَأَفْلاَكُ وَ
جَوْزَاءُ
وَفِي يُمْناهُمَا نِيلٌ وَأُمُّ الرَّبِيعِ
يَرْوِيَانِ الْجِنَانْ
وبُحُورٌ فسَاتِينُهَا أَمْوَاجٌ
زَرْقاَءُ
وَصَوْلَجَان ْ
وَسِرٌّ مَكْنُونْ
وَتَوَازُنٌ وَاتِّزَانْ وَاسْتِوَاءُ
وَمَجْدٌ غَابِرٌ
وَمُسْتَقْبَلٌ زَاهِرٌ
وَوَاحَاتٌ كَالْوَشْمِ ظَاهِرٌ
عَلَى كَفِّهَا يَعْلُوهُ
ضِيَّاءُ
وَهُدُوءُ بِيدٍ
وَنَشٌوَةُ زُهْدٍ
وَمَهَا وَغِزْلاَنُ
وَدِفْءٌ روحيٌّ
وَقَرٌّ
وَلَهِيبٌ وَ عِرْقٌ
حُرٌّ
وَظَمَأٌ رَوْحَانِيٌّ حُلْوٌ
مُرٌّ وَارْتِوَاءُ
بِحُضُورِ الْقَمَرِ وَالثُّرَيَّا
لاَحَ مِنْ عَيَنَيْهَا بَرْقٌ
واِعْجَابٌ
وَإبَاءُ
فَأَهْدَتْهُ زَهْرَةْ شَبَابِهَا
وَسُمْرَةَ جَبيِنِهَا
وخَضَبَتْ شَعْرَهَا
فاحَ مِنْهُ طِيبُ مِسْكٍ
وحِنَّاءُ
مَسَكَا مَعَا
يَرَاعَةً مِن
قَصَبْ
وَكَتَبَا التَّارِيخَ بِمِدَادٍ مِنْ
ذَهَبْ
دَوَامٌ لاَ يَعْقُبُهُ فَنَاءُ
صَاحَتْ قَائِلَةً لَهُ إنَّ
وِصَالَ المُلُوكِ حُلْمُ الحَيَاةِ
وَاسْتِثْنَاءُ
لَعَمْرُكَ كَمْ كَانَ
رَائِعاً هَذَا
اللِّقَاءُ
يوليوز 2018
-نَشْوَةٌ بِنَبيذِ دمٍ بِكْرٍ –
لَمَّا هلَّتْ الحبيبةُ
وأَطلَّتْ
ابْتَسمَ ثَغْرُ
الزَّمانْ
وعَزفَ الوجودُ نَغَمنًا على رَقْصِ
الحِسانْ
بنَشْوةِ
الدِّنانْ
ارتعَدَتْ الفرائصُ
من رَهْبَةِ حضورِها
واهتزَّ
الكيانْ
وتعطَّلت لغةُ
اللسانْ
في حَضْرَةِ
السُّلطانْ
ثم َّهَمَسَتْ
لكي تهديَّني من
دَمِها البكرِ
قَطرتينْ
تفورانْ
ومن دقاتِ قلبِها الحائرِ
نَبضتينْ
تَخْفَقانْ
وحَرارَةً من مَوقِدِ نارِ
الاحْضانْ
ومِرْوَدَ
كُحْلِ عَيْنْ
بسوادِ
رموشِ
الغِزلانْ
وخالَ زَيْنْ
وطيبَ
أخدانْ
أَوْدَعَتْنِي وصَاياها
العَشْرَ
والبَدْرَ
وطلاسِمَ قارِئَةِ
الفِنْجانْ
وخاتَمَ
سُلَيْمانْ
وعِصْمَتَها بِروح مَلاكْ
وضَعْفَها
بِنزوةِ
إنسانْ
ورقصتَها الرائعةَ
دون فستانْ
ومِشْطَها القديمْ
وقدَّها القويمْ
كأَنَّها وردةُ
خَيْزَرانْ
برِقَّةِ غُصنِ
بانْ
سَلَّمَتْنِي عُمْرَها قبْلَ
مِيلادِها قَبْلَ
الأَوانْ
ومَوْعِدَ لُقْيانا
قبْلَ ان تَعْرِفَ
العُنْوانْ
وشَفَقًا
أَحمرْ
وهِلالاً
أَشقرْ
حديثَ المولدِ
باهةَ
اللمعانْ
وصورَةَ قلبي
الولهانْ
رَسَمَتْهُ وهو يَنْبُضْ
بالأسودْ
والأبيضْ
بَحِبْرِ
الحَنانْ
أَوْدَعَتْنِي سِتْرَهَا وعرَاءَها
ومفتاحَ الذكرى
والنسيانْ
وأَراءَهَا
وشَعْرَها
مَضْفورًا
بخيطِ
قيتانْ
من أعلى صدرِها
وَهَبَتْنِي عِقْدَاً
حَبَّاتهُ
من مَرجَانْ
ومن مَاسٍ
واسِطَتُهُ رَوْعةُ
احساسٍ
وزهرتَا
رمانْ
وبراءَتَها ونجماً
دُرِّيَّا ضِيَّاؤُهُ
كَالدِّهانْ
وقَداسَةَ بِكارَتِها
العُذريَّةِ وثَنًا
من الأَوْثانْ
وأحلامَها
الورديَّةَ
الالوانْ
ومن بريقِ العينينْ
نَجْمتينْ
تلمعانْ
ثم امتَطَتْ صهوةَ
حِصانْ
وحلَّقتْ دونَ
عِنانْ
لتعودْ
من ثاَنِي
بحُبِّها الجارِفِ
كالطُّوفانْ
لِكَيْ تَراني
غَصْبًا
ودون استئذانْ
وتَحْياني
حتى انْ كَفَّ قلْبُها
عن الخَفَقانْ
توقيع : عبد الله الكرني