قَلْعَةُ الأسوارِ النَّاطِقَة
كَانتْ جِوارِ الثُّرَيَّا
لَمَّا هَلَّتِ الفاضلةُ
خَاطِفَةً
للأَبْصارْ
بطَلْعةِ
قلْعةٍ
صُحْبَةَ قِبَابِهَا
والأَسْوارْ
لَاحَتْ كَالثَّكْلى على خَصْرِها
وَشْمٌ
ونارْ
كَأَنَّها نَجْمٌ لَامِعٌ
سَيَّارْ
قَبْلَ دَقِّهَا
لِلْأَجراسِ
أَيَّامَ الرَّصَاصِ
وإِعادةِ
الإِنْتِشارْ
وتَجْدِيدِ البَقَاءِ السّرْمَدِيِّ
الأًَْعْمارْ
دَوَّتْ مُوَّلْوِلَةً
كالإِنفِجارْ
كَزَئِيرِ أَسَدٍ
رَدَّدَتْ
صَداهُ الأرواحُ بِلَعْنَةِ
الاقدارْ
مُجَلْجِلَةً
رَجْعُهَا
أقْوى من زَمْجَرَةِ
البِحارْ
ودَوِيِّ
الإِعْصارْ
وقفَ المجدُ يَتَمَلَّى
لُغةَ التَّحدِّي
والإِكْبارْ
تَنْطِقُها اشجارُها المُباركةُ
والأَحْجارْ
لِكَيْ أَحْيَى أَجْهِزِي على مُهْجَتِي
بأَوْتارِ الخُلْدِ على عَزْفِ
القِيثَارْ
لُفِّي رَقَبَتِي بِحَبْلٍ مَفْتُولٍ
من أَريجٍ
الأزْهارْ
ومن صَدَى رُباكِ
و حُمْقِ الصِّبَي وبَقَايا
الدِّيَّارْ
شُدِّي بِقُوَّةٍ على أَنْفاسي لِكَيْ
يَحْيَى جَسَدِي
حُرًا
بِمَوْتِي
فَوْرًا
دون انتظارْ
لِأنِّي أَرْفُضُ -مِثْلَكِ-
الفِرَارْ
ارْمِي بِي في
العَلْياءِ
حيثُ الْأطْهارُ
والأَنْوارْ
لِأَنصَهِرَ
رُفْقَةَ الأَقْمارْ
أرْوَعَ
انصِهارْ
واجْعَلِي من جَسدِي
جَمْرًا شدِيدَ
الإحْمِرارْ
اقْدِفي روحِي
قَبلَ أَنْ تَنْدَمِلَ
جُروحِي
خَلْفَ
السِّتارْ
حَيْثُ
الْبَعْثُ
والْغَيْثُ
خَليطٌ
جَبَّارْ
من أَوْداجٍ مشْدودَةٍ
كالأَوْثارْ
ومنْ دُوموعٍ كَحبَّاتِ
الْأَمْطَارْ
ارْمِي بِي دَاخِلَ السُجونِ
حَيْثُ القيودُ
والخُلُودُ
ومَوْلِدُ
الْأَقْمارْ
ومَعْبَدُ الْعَبِيدِ
الأَحْرَارْ
والعْذابُ في أبْهى
الصُّوَّرْ
مَوْشُومَةً كالْكَيِ
كَالغُبار ْ
من شِدَّةِ الطَّحْنِ
والإِنْشِطارْ
انْشُري قِماطِي
وكَفْنِي والمَمْنوعَ من
الأفكارْ
على كل جُدرانكِ الجَميلَةِ الطِّلاءِ
والحُفَرْ
الَّشَّجِيَّةِ الأَنينِ
الفَريدَةِ
الأَسْرارْ
لأني مِثْلُكِ مُتَقَلِّبُ
الأَطْوارْ
غَريبٌ دَاخِلَ وَطَنِي
دونَ غَيْرِهِ
مِنَ الأَوكَارْ
غيرَ أّنِّي أُجيدُ السباحةَ مِثْلُكِ ضِدَّ
التِّيَّارْ
مرَدِّدًا قَسَمَ
الْحياةِ كالموتِ
دونَ احْتِضارْ
لِنَرْقُصَ مَعًا رَقْصَةَ
الإِنْتِصَارْ
توقيع : عبد الله الكرني