نِدَاءٌ : قَصِيدَةُ ( النَّبْضُ الأخْضَرْ ) صَيْحَةٌ مُوَجَّهَةٌ لِكُلِّ مُحِبِّي السَّلَامِ الْأَخْضَرِ وَالْمُدَافِعِينَ عَنِ الْبِيئَةِ ، أرْجُو ان تحْظَى هذِهِ الصيحةُ بالْإِنْتِشَارِ في كلِّ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ.
– النَّبْضُ الأَخْضَر –
ضَعَي عَلَى
الْجَبِينِ
الُّلجَيْنِ
إِكْليلَ
زَهْرْ
وَامْتَطِي
يَا صَغِيرَتِي
صَهْوَةَ
النَّهْرْ
اهْدَئِي
لَنْ نَنْتَظِرْ
أَكْثَرْ
فالقاَدِمُ
نَحْوَنا
أَميرُ الجَمالِ
الأَخْضَرْ
تَدْنُو مِنْهُ
الْفَرَاشَاتُ
دُونَ أَنْ
تَشْعُرْ
وَالْعَصَافِيرْ
أَسْرَعَتْ نَحْوَهُ
لَمْ تَتَأَخَّرْ
يَا لَهَا مِنْ
رَوْعَةِ
الْمَنْظَرْ
الشُّحْرورْ
خَلْفَ
الزُّهورْ
لَوْنُهُ
تَغَيَرْ
يُغَرِّدُ للْأَمِيرْ بِشَدْوٍ
مَلائِكِيِّ
يُحَيِّرْ
اسْمَعِي قَلْبَ
الغَابَةِ
كيف خَفَقَ
وتَأَثَّرْ
عِشْقُهَا
لِلْحَبِيبِ
أَذَابَ
الصَّخْرْ
حَتَّى
تَكَسَّرْ
اسْتَمْتِعِي
بِالْهُدُوءِ
وَبِلَوْنِ
الفَجْرْ
الأَغْصَانُ
رَقْصُهَا
أَزَلِيٌّ
لا يَتَغَيَّرْ
الأَرْزُ
والدَوَالي
بِرِقَّةِ
هِلَالٍ
أَحْوَرْ
بَانَ
ضِيَاؤُهُ
وَتَبَلْوَرْ
وَهَذَا كَرْنَفالُ
السَّنَابِلِ
يَظْهَرْ
والمُروجْ
تَتلَأْلأُ
كَالسُّرُجْ
فِرْدَوْسٌ
قَدْ أَزْهَرْ
رَائِعَةَ الأريجِ
لَوْنُهَا
أَبْيَضُ
وَأَحْمَرْ
وبَنفْسَجِيُّ
وَأَصْفَرْ
اسْمَعِي
الطَّبِيعَةَ
كَيْفَ تَنْطِقُ
وَكَيْفَ
تُعَبِّرْ
بِالْعَزْفِ على
قيثارْ
نَغَمُهُ
يُبْهِرْ
كَأَنَّهَا
عَرُوسٌ
تَبْتَسِمُ
وَ تَنْظُرْ
أَوْ عَارِضَةُ أزياءٍ
بِخَيالٍ
وَدَلالٍ
وسِحْرْ
تَميلُ
وتَتَبَخْتَرْ
تَشْدُو لَهَا
الطُّيورْ
وتَنْقُرْ
عَلَى دُفُوفٍ
مِنْ عَرْعَارْ
وصَنَوْبَرْ
حَيْثُ
ضَبابُ
الْبَحْرْ
وقطراتُ
النَّدَى
تَنْسَابُ
سَاعَةَ
الفَجْرْ
على جريدِ
النخيلِ
الجميل
وَتَقْطُرْ
روْعَةُ
السَّوَاقي
والسُّحُبِ حِينَ
تَمُرْ
فوقَ
الهِضابِ
الْخُضْرْ
يُنيرُهَا
قَمَرْ
رومَنْسِيٌّ
أَشْقَرْ
ما أَجْمَلَ
العَرَاءَ
وضِيَاءَ
الْبَدْرْ
انْظُري
هَاهُنَا
الْمَاءُ
يَتَدَفَّقُ
وَيَعْبُرْ
تِلَالًا
فاتِناتٍ
تَسْتَحِمُّ
مِنْ طِيبِهِ
وَتَتَعَطَّرْ
هَا هُنا
قُبَّةُ مَاسٍ
خَضْرَاءُ
تَتَنَوَّرْ
رُضَابُهَا
خالِدٌ
لا يَتَبَخَّرْ
أَصْلُ الحَياةِ
مَاءٌ
مِنْ قَلْبِ
الحَجَرْ
يَتَفَجَّرْ
لَوْحَةٌ بِريشَةِ
الكَمَالِ
أَلوانُها
سِحْرْ
وَبَهَاءٌ
وعِطْرْ
وأَنْسَامٌ
وسَلامٌ
أَكْبَرْ
وَجَمَالٌ
مطلقٌ
ولَمَعانُ
بَدْرْ
طَبِيعَةٌ
عَذْراءُ
كَأَحْلَامِ
الْعُمْرْ
يُرَصِّعُهَا
لُؤْلُؤٌ
وورودٌ
وجَوْهَرْ
توقيع :عبد الله الكرني