DemocPress ديموك بريس لسان حزب الديمقراطيين الجدد
“البودكاست” .. حين يلتقي السياسي بالديني على طاولة الحوار
بقلم صوفيا ضريف
برزت مؤخرا في الساحة الإعلامية ظاهرة جديرة بلفت الانتباه وهي مناظرات داخل حلقات برامج البودكاست تجمع بين الفاعل السياسي ونظيره الديني. ورغم أن هذه الحوارات قد تبدو في ظاهرها مجرد محتوى ترفيهي، إلا أنها تعكس في العمق تحولات ثقافية واجتماعية عميقة يعيشها المجتمع والجمهور المستهدف.
ولأنه منصة إعلامية بديلة ويكسر رتابة النقاشات التقليدية التي تقدمها القنوات الرسمية. وبحكم أن العلاقة بين الدين والسياسة تاريخيا محملة بالتوتر والجدل، فإن جمع ممثل عن الخطاب الديني في مواجهة شخصية سياسية أو اقتصادية، يضمن متابعة واسعة وتفاعلات قوية على شبكات التواصل الاجتماعي. وهكذا تحولت هذه المواجهات إلى وصفة شبه مضمونة لصناعة “البوز” الإعلامي.
غير أن الظاهرة تتجاوز الجانب التسويقي، إذ تطرح أسئلة جوهرية مرتبطة بالهوية والحرية الفردية والديمقراطية.
فالدين ما زال يمثل مرجعية قيمية مؤثرة، بينما السياسة تدير الشأن العام وترسم مسار الدولة، ما يجعل الحوار بينهما انعكاسا لصراع قائم بين شرعية انتخابية وأخرى دينية تزعم تمثيل الضمير الجماعي.
ما يميز هذه المناظرات أنها تنقل النقاش من الكواليس المغلقة إلى فضاء عام مفتوح يشارك فيه الجمهور بحرية، مما يساهم في كسر “الطابوهات” التي طالما منعت الخوض في قضايا الدين والسياسة.
في النهاية، تكشف هذه الحوارات أن البودكاست لم يعد مجرد منصة ترفيهية، بل تحول إلى ساحة جديدة لصراع الرمزية والتأثير:
هل يقود المجتمع اليوم السياسي بقراراته أم الديني بقيمه؟ سؤال يظل مفتوحا، فيما البودكاست يواصل لعب دور المنصة الحرة التي تجسد هذا الجدل في كل حلقة من هذا النوع.
