محاولة اغتيال وفد حماس في قطر: الدلالات والتداعيات 

محاولة اغتيال وفد حماس في قطر: الدلالات والتداعيات 

بقلم صوفيا ضريف

شهدت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 9 شتنبر 2025 اعتداءا خطيرا تمثل في محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفت وفد حركة حماس المفاوض، قبل أن يعلن عن نجاتهم وعلى رأسهم “خليل الحية”، إلى جانب “خالد مشعل” و”زاهر جبارين” و”حسام بدران”. هذا الاستهداف الذي يحمل أبعادا متعددة، سواء على مستوى الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، أو على مستوى موقع قطر ودورها الإقليمي، أو حتى في ما يتعلق بمستقبل المفاوضات الجارية. 

ففي ما يخص أبعاد هذا الاستهداف، يبدو جليا أن إسرائيل أرادت من خلال هذه العملية توجيه رسالة مزدوجة: أولا لحماس وكأنها تقول بأن قادتها ليسوا في مأمن حتى خارج غزة، وأن جميع تحركاتهم مرصودة. والثانية لدولة قطر باعتبارها الراعي الأساسي لمباحثات الهدنة وإحدى أبرز القنوات الوسيطة في النزاع، في محاولة للتشكيك في قدرتها على ضمان الأمن السياسي للوفود المشاركة حيث أن الأسماء التي كانت ضمن الوفد المستهدف تعكس ثقل العملية ك: 

“خليل الحية” الذي يمثل القيادة التنفيذية الميدانية والسياسية لحماس في الخارج.  

و”خالد مشعل” الذي ارتبط اسمه بمرحلة مفصلية من تطور الحركة وعلاقاتها الإقليمية. 

و”زاهر جبارين” المسؤول عن ملف الأسرى، وهو ملف بالغ الحساسية في الصراع. 

و”حسام بدران” الذي يعد الواجهة الإعلامية والسياسية للحركة، والمكلف بملف العلاقات الوطنية. 

إن استهداف هؤلاء الأربعة معا يعكس محاولة إسرائيل ضرب القيادة السياسية الجماعية للحركة في الخارج، وهو تطور خطير يظهر أن المواجهة لم تعد محصورة في الداخل الفلسطيني. 

إن التداعيات المحتملة كثيرة ومتعددة منها ما هو أمني وسياسي حيث قد ترد حماس بعمليات أو بالتشدد في شروطها وهو ما سيجعل التوتر مستمرا. كما أنه تم إحراج “سيادة” دولة قطر كون ان الهجوم قد وقع على أراضيها، ما قد يدفعها إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية وإعادة النظر في طريقة إدارة الوساطة. 

إن مثل هذه الواقعة قد تدفع أطرافا إقليمية ودولية إلى التدخل بقوة أكبر، سواء لحماية مسار التفاوض أو لإدانة الخروقات الأمنية. 

إن محاولة الاغتيال في الدوحة تشكل نقطة تحول حساسة في مسار الصراع، إذ أنها تنقل المواجهة إلى مستوى جديد يتجاوز حدود غزة ليصل إلى العواصم الإقليمية. العملية لم تفشل فقط في تحقيق هدفها العسكري، بل من المرجح أن تفضي إلى تصلب في مواقف حماس، وزيادة الضغوط على إسرائيل دبلوماسيا، وتعزيز دور قطر كوسيط أساسي في أي تسوية قادمة، رغم ما يترتب على ذلك من تحديات أمنية وسياسية.