– عَوْدَةُ الرُّوحِ – بَعْدَ نِيرَانِ الْهِجْرَانِ هَلَّتْ مَالِكَةُ الْوِجْدَانِ فَابْتَسمَ ثَغْرُ الزَّمانِ عَزَفَ الوجودُ نَغَمنًا عَلَى رَقْصِ الْحِسَانِ بِنَشْوةِ الدِّنانِ أَهْدَتْنِي من دَمِها البِكْرِ قَطْرَتَيْنِ تَفُورَانِ ومِنْ دَقَّاتِ قَلْبِهَا نَبْضَتَيْنِ تَخْفِقَانِ وحَرارَةً مِنْ مَوْقِدِ الْأَحْضَانِ ومِرْوَدَ كُحْلِ عَيْنْ وخالَ زَيْنْ وَسَوادَ رُمُوشِ الغِزْلانِ وَضَعَتْ دَاخِلَ كِيَانِي الْوَصَايا العَشْرَ والبَدْرَ وطلاسِمَ قارِئَةِ الفِنْجانِ وخاتَمَ سُلَيْمانِ وَرَقْصَتَها الرَّائِعَةَ دُونَ فُسْتَانِ ومِشْطَها ...

– أَطلالُ حَيِّنَا – بَانَ عَنِ الْأَطْلالِ الْفُؤَادُ كَما بَانَتْ عَنِ كَعْبٍ سُعادُ والْبَوْنُ عَنِ الرُّوحِ عَذابُ الْهَجْرُ الْمُرُّ جَمْرُ بدَاخِلِي يَنْساَبُ أَبْكِي مَعَها وَتَبْكِي على الْفِراقِ مساكِنُهَا والقِبَابُ رِدَاؤُهَا الرُّضَابُ يُقَابِلُهَا الزَّيْتونُ والعُيونُ ومَرْجٌ رُحَابُ أَبْراجُها زِينَتُهَا الْأعْشَاشُ والْحَمَامُ والحُفَرُ والابوابُ هَمْسُها للأرواحِ مُسْكِرُ ِ كَالرَّاحِ كأنهُ الشَرابُ يَعْلُو أَسْوَارَهَا الْجَلالٌ الْعُجَابُ لا يُوَارِي بَهَاءَهَا حِجَابُ زَادُها الْخُلْدُ والزُّهْدُ ...

– خُسُوفُ الْقَمَرِ – اَتَأَمَّلُ نَهْرَ الْحَيَاةِ الْجارِفَ يَجْرِي كَالْفِكْرِ لَا يَسْتَكِينْ أُدارِي كَالشَّجِينْ بَيْنَ حَاجِزَيْنْ لَوْعَةَ الْغِيَابِ علِى عَزْفِ الرَّبَابِ الْحَزِينْ وإِيقَاعِ الْإِسْفينْ ورَقْصِ السِّنِينْ غَيَّبَ السَّحَابُ الَّلعِينْ الْقُرَّةَ ونُورَ الْعَيْنْ وَالْإِشْرَاقَ بَيْنَ الْفَجْرَيْنْ مَنْ يُرِيدُ طَعْنِي دُونَ سِكِّينْ أَرَادَ قَتْلِي بِالْهَجْرِ مَرَّتَيْنْ أُمُّاهُ إِنِّي أَرَاهُ لَا تُبَالِغِينْ لَنْ يَرْحَلَ إِنَّهُ أَمِينْ يَحْيَاكِ وأَنْتِ تَبْكِينْ يَهْوَاكِ وأَنْتِ تَبْتِسِمِينْ جِوَارَ ...

– الْوَدَاعُ – أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنْ الْتَحَقَ لِيُحَلِّقَ مَعَ الْحَوارِيِّينْ لَاحَ الضِّيَاءُ مِنْ جَبِينِهِ الُّلجَيْنْ أَدَارَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ إِحْدَى الْقِبْلَتَيْنْ يَسْمَعُ النَّوْرَسَ يَشْدُو بِحُرْقَةٍ وأَنينْ وَيَهْجُرُ النَّهْرَ والضِّفَّتَيْنْ سَلَّمَنِي طَلَاسِمَ الْخَزينْ وَالخَاتَمَ السِّحْرِيَ وَرَقْمَهُ السِّرِّيَّ وَأَوَّلَ صَرْخَةٍ وَهُوَ جَنِينْ وَضَعَ دَاخِلَ قَلْبِي حُبًّا يَزِنُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ مَرَّتَيْنْ أَصَابَنِي دَوَارُ الْمَجَانِينْ إِذْ أَهْدَانِي خَالَ زَيْنْ وَاَلْعَابَ صِبَاهُ وَأَحْلَامَ الْمُرَاهِقِينْ احْمَرَّ ...

– أَبًو عُبَيْدٍ الشَّرْقِيُّ المُقَامِ – حِينَ يَعْصَى الدَّمْعُ وَيُصِيبُ الْوِجْدانَ الصَّدْعُ يَطْمَئِنُّ بِذِكْرِهِ الْقَلْبُ يُلَامِسُ الْأَحْجَارَ فَيَتَفَجَّرَ الْمَاءُ الْعَذْبُ يَسْقِي الْأَرْوَاحَ ويّخْضَرُّ الْمَرْجُ والسَّهْبُ وَيُهَلِّلُ الرَّكْبُ تَنْكَشِفُ الْأَسْرَارُ والْأَنْوَارُ ويُرْسَمُ الدَّرْبُ صًفَاءُ الرُّوحِ يَرْبُو تَرْتَعشُ الجَوارِحُ حِينَ يَحْضُرُ القُطْبُ إِنَّهُ الصَّدْرُ الْكَرِيمُ الرَّحْبُ والْبَِدْرُ يَسْتَنِيرُ بِضِيَائِهِ الشَّرْقُ والْغَرْبُ خُلْوَةُ مِحْرَابِ النَّقاءِ ونَبَقُ السِّدْرّةِ الْخَضْراءِ وَالْحَبُّ وَالْحَوْشُ وَالْجُبُّ يِسْرِي كَالضِّيَاءِ ...

– الَّليْلُ بَهَاءٌ وجَلَالٌ – الْليْلُ يَسْدُلُ الْبَهاءَ حَوْلَ الْأَرْيَافْ فَيَهْتَزَّ قَلْبِي ذُهُولًا وأَخَافْ رَوْعَةُ السَّمَاءِ أَضْعَافْ وَسِحْرُ الْأَضْواءِ أَنْوَاعٌ وَأَصْنَافْ وبَرِيقُ الْبِلَّوْرِ الشَّفَّافْ والَّليْلُ إِذَا عَسْعَسَ تُصِيبُنِي مِنْ جَلَالِهِ الرَّعْشَةُ والْإِرْتِجَافْ تَرْتَشِفُ الْأَرْوَاحُ مِنْ أَقْدَاحِ السُّلَافْ ويَطِيبُ لَهَا بِمِحْرابِ الدُّجَى الْإِعْتِكَافْ رُفْقَةَ أَنْوَارِ الْأَقْمَارِ والْأَطْيَافْ فَأَنْبَهِرَ بِجَمَالِ الْكَوْنِ الْكَامِلِ الْأَوْصَافْ تَرْتَعِدُ مِنَّي الْخَلَايَا والْأَطْرَافْ أَقْتَفِي أَثَرَ الْأجْرَامِ تَجْرِي فِي ...

– تَسْكُنُنِي وَأَسْكُنُهَا – يُعَانِقُ النَّهَارُ الَّليْلَ فَيَكُونُ رائِعًا الْإِيلَاجُ قَبْلَ أَنْ أَرَاهَا كَانَ بَيْننَنَا الْإِمْتِزَاجُ تّأْمُرُنِي فَيَغْمُرَنِي الْإِبْتِهَاجُ لِأَنَّهَا مِنِّي فَهِيَ النَّشْوَةُ والنَّخْوَةُ والْمِزَاجُ أَسْكُنُهَا لِأَنَّهَا الْوُجُودُ الْمَمْدُودُ والْأَدْرَاجُ والْمُلْكُ كُلُّهُ والتَّاجُ وَبَابُ الْجَنَّةِ والرِّتَاجُ تَسْكُنُنِي تُنِيرُ ظُلْمَتِي لِأَنَّهَا السِّرَاجُ وَسُكُونُ الَّليْلِ مِنْ حَوْلِي وَالْخَوْفُ والْإِرْتِجَاجُ أَسْكُنُهَا حَيْثُ جَمالُ الْبَوْحِ وحَيْثُ إِشْراقَةُ الرُّوحِ والْإِنْبِلَاجُ وفَوَرَانُ الْأَشْواقِ ورَوْعَةُ التَّلَاقِي والْإِنْدِمَاجُ ...

– الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَةُ – نَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ لِلْإِسْرَاءِ نَحْوَ السَّمَاءِ مِنَ أَجْلِ الْإرْتِواءِ مِنَ النَّبْعِ السَّرْمَدِيَّ الْعَطَاءِ فارْتَقَى بَاسِمًا دونَ إِيبَاءِ نَحْوَ الطُّهْرِ وَالصَّفَاءِ مُلْتَحِفًا بِرِداءٍ من الضِّيَاءِ تَعْلُو جَبِينَهُ حُمْرَةُ الشَّفَقِ مِنَ الْبَهاءِ وَ سُلَافَةُ الرُّوحِ والْإِنْتِشَاءِ مُنْدَفِعًا نَحْوَ كَمَالِ الْجَمَالِ بِعِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَنَصَاعَةِ الْأَبْرِيَاءِ نَحْوَ الْمُطْلَقِ والنَّقَاءِ رَافِضًا أَنْ يُولَدَ مِنْ رَحِمِ كُلِّ النِّساءِ حَتَّى مِنْ أَحْشَاءِ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ ...

– إسْرَاءُ العَزْف – حِينَ تَرْنُو مُشْرِقَةً كالبَدْرِ منْ بعِيدْ أَرْتَعِدْ وأَتَجَمَّدْ كالْجَلِيدْ وإِذْ تَعْزِفُ بِأَنَامِلِهَا عَلَى أَوْتَارِ قَلْبِي أَسْتَعيدْ نَبْضَ الحَياةِ من جَديدْ أَثِبَ كالصَّبيِّ على مُهجتِي وعلى حبْلِ الوَريدْ أَنْتَشي دُونَ أَقْداحِ بِسَكينَةِ الأَرْواحِ بِنَشْوَةِ شَارِبِ النبيذْ فَأَعِيشَها بِشعورِ المُتَمَرِّدْ حارِقِ كَلهيبِ القَيْظْ يَبْدَأَ أَمَلي في الإِسْراءِ نَحْوَ الضِّيَّاءِ يَكْبُرُ ويَزِيدْ فَأَعِيشَهَا بِفرحَةِ الْعُمْرِ وبِفرْحة الْعيدْ على أنغامِ ...

– الزَّهْرَاءْ السَرْمَدِيَّةُ الْبَقَاءْ– اسًبَحِي في الْفَضَاءِ كَمَرْيَمَ الْعَذْراءِ مُنْتَهَاكُمَا الْمُطْلَقُ والْكَمالُ الجَوابُ لَدَى الزَّهْرَاءِ نَفْسُهُ السُّؤَالُ العَدَمُ والْوجُودُ هُمَا الصِّرَاعُ السِّجَالُ وشُرُوقُ الشَّمْسِ مَعْنَاهَ الطَلْعَةُ البَاسِمَةُ والإِقْبَالُ وغُرُوبُ الشَّمْس لَيْسَ الفَنَاءً وإِنَّمَا العَوْدُ والإِسْتِهْلالُ هِيَ الزَّهْرَاءُ سَرْمَدِيَّةُ الرُّوحِ دَيْدَانُها التَّوَهُّجُ والْإِشْتِعَالُ غَجَرِيَّةٌ يَسْتَهْوِيهَا السَّفَرُ والتَّجْوَالُ سُلَافَةُ رُوحِهَا الْمَمْدُودُ اللّامَحْدُودُ والْخَيَالُ سَبَّاحَةٌ لَمَّا تَمْخُرُ الأُفْقَ غَنَجًا تَزْهٌو حَوْلَهُ وتَخْتالُ مَعْزُوفَةُ ...