الرئيسية » الرئيسية » حزب الديمقراطيين الجدد يطلق مشروع 1000 قيادي بجهة فاس مكناس

القمة العربية… الجزائر تخسر الجولة الأولى

بقلم محمد علمي عضو المجلس الوطني لحزب الديمقراطيين الجدد

أكد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن القمة المقبلة ستجرى يومي 1 و  2 نونبر بالجزائر، ليقطع لحد ما مع شائعات تأجيل آخر للقمة.

وتأتي القمة المرتقبة في سياق دولي وإقليمي غير مسبوق، فسوريا غير مستقرة، والعراق عاجز عن تشكيل حكومة، وليبيا تعيش صراع حكومتين، ولبنان عاجز عن سداد ديونه، أما اليمن فتزيد حربه الأهلية من معاناته، ومظاهرات السودان لا تتوقف… وبالتوازي مع كل هذا هناك موجة جفاف قاصية والحرب الروسية الأكرانية ما زاد الضغط على موازانات الدول العربية المنهكة أصلا من جائحة كورونا وأيضا أضعفت من القدرة الشرائية لمواطني هذه الدول خاصة الغير نفطية فيها.

وهي فرصة لم ترد الجزائر تفويتها لتقدم نفسها كمنقذ العروبة، ليبدأ إعلامها للترويج لقمة فاصلة في تاريخ القمم العربية، وأنها ستوحد الصف العربي وتعيد سوريا لحاضنها وتدافع عن الحق الفلسطيني… وغير ذلك من الأهداف، محملة القمة أكثر مما تطيق.

وهنا يطرح سؤال بديهي، كيف للجزائر التي لم تفلح في توحيد خمس دول المغرب العربي أن توحد 22 دولة؟ دولة بذلت جهدها في نسف اتفاق الصخيرات وبالتالي زعزعت استقرارا هشا بليبيا. دولة ضغطت بقوة على تونس لتخرجها من حيادها الإيجابي تجاه الصحراء المغربية، شيء استنكره الأفارقة قبل العرب. دولة توجه مراسلات رسمية بضرورة الانسحاب من أي اجتماع تعرض فيه خريطة المغرب كاملة، وكان آخر مثال ما حدث بلبنان يوم 20/09 حين انسحب اتحاد المحامين الجزائري من الاجتماع بعد تأكيد ممثل مصر على مغربية الصحراء.

دولة تدخل في تنسيق واسع مع إثيوبيا عدو مصر الإستراتيجي الأول، وتكثف اتصالها بإبران وحزب الله.

لقد راهنت الجزائر كثيرا على هذه القمة للضغط على المغرب وتهميشه، ولتقديم نفسها كقوة وزعامة عربية كبرى. لكن كل رهاناتها سقطت تباعاً، فالمغرب بسياسة اليد الممدودة أحرج الجزائر، وبدبلوماسيته الرزينة جعل أغلب الدول العربية تؤيده في قضيته العادلة، بل وصل الأمر بتلويح دول الخليج بمقاطعة القمة في حالة غياب المغرب. ثم وبتحالفاتها غير المفهومة والخارجة عن سياق المنطق الاستراتيجي خلقت أعداء أكثر من حلفاء. وحتى ورقة عودة سوريا فقد أسقطها وزير الخارجية السوري بتصريح أن بلاده غير مستعدة للعودة لجامعة الدول العربية.

رغم كل الزخم الإعلامي الجزائري إلا أن النظام الحاكم قد خسر الجولة الأولى للقمة والتي مع احتمال تأجيل آخر أو ضعف مستوى التمثيلية سيكون قد خسر القمة كلها وهو الباحث عن أي انتصار ولو وهمي ليقدمه للشارع الذي مازال يغلي.

عن الإدارة