– الْوَدَاعُ –
أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ
عَيْنْ
الْتَحَقَ
لِيُحَلِّقَ
مَعَ الْحَوارِيِّينْ
لَاحَ الضِّيَاءُ
مِنْ جَبِينِهِ
الُّلجَيْنْ
أَدَارَ عَيْنَيْهِ
نَحْوَ إِحْدَى
الْقِبْلَتَيْنْ
يَسْمَعُ النَّوْرَسَ
يَشْدُو بِحُرْقَةٍ
وأَنينْ
وَيَهْجُرُ
النَّهْرَ
والضِّفَّتَيْنْ
سَلَّمَنِي طَلَاسِمَ
الْخَزينْ
وَالخَاتَمَ السِّحْرِيَ
وَرَقْمَهُ السِّرِّيَّ
وَأَوَّلَ صَرْخَةٍ وَهُوَ
جَنِينْ
وَضَعَ
دَاخِلَ قَلْبِي
حُبًّا
يَزِنُ السَّمَاءَ
وَالْأَرْضَ
مَرَّتَيْنْ
أَصَابَنِي دَوَارُ
الْمَجَانِينْ
إِذْ أَهْدَانِي خَالَ
زَيْنْ
وَاَلْعَابَ صِبَاهُ
وَأَحْلَامَ
الْمُرَاهِقِينْ
احْمَرَّ وَجْهِي مِنَ
الْحَيَاءِ
لَمَّا سَلَّمَنِي قَبَسًا مِنَ
الضِّيَاءِ
أَنَارَ عَالَمِي الْمُظْلِمَ
الحَزِينْ
دُونَ الْخَلْقِ
أَجْمَعِينْ
أَهْدَانِي الدِفْءَ
وَالْحَنِينْ
وَخَفَقَانَ قَلْبِهِ
الْأَمِينْ
وَقِمَاطَهُ
وكَفْنَهُ
وَرَمَادًا مِنْ جَمْرِ
السِّنِينْ
مِنْ كُلِّ زُهُورِ
الْبَسَاتِينْ
أَهْدَانِي
زَهْرَةَ شَبَابِهِ
بِعِطْرِ
الْيَاسَميِنْ
وَدَفْتَرَهُ القَدِيمَ
وَإسْمَ
مَعْشُوقَتِهِ
مَاضِيهِ
الدَّفِينْ
وَقَوْسَ قُزَحٍ
وَبَدْرًا شَاحِبًا
وَنَجْمَتَيْنِ
ذُّرِّيَتَيْنْ
ثُمَّ بَعْدَ
حِينْ
ارْتَدَى قَمِيصَهُ
الْأَخْضَرَ تُرَصِّعُهُ
النَّيَاشِينْ
وَارْتَقَى
كَالضِّيَاءِ
نَحْوَ الفَضَاءِ
حَيْثُ الْحَقِيقَةُ
والْيَقِينْ
توقيع: عبد الله الكرني