عبد الله الرفاعي
الدافع لكتابة هذه السطور هو ما كتب عن التشيع في المغرب في الاونة الاخيرة حتى يعتقد المرء ان شيئا خطيرا سيحدث. حيث تعالت الصيحات من اليمين و من اليسار يتحدثون عن الخط الرسالي دون ان يستوعبوا ابجدياته و اهدافه , و لم ينتهي الامر حتى خرجت شبيبة مطيع و حشرت انفها في الموضوع تحت عنوان المغرب يبتز الخليج بالشيعة معتمدة في ذلك على تفاسير باطلة .
فالسلطات المغربية لم تظهر اي انفتاح إزاء شيعة المغاربة و إنما أعطتهم الرخصة بفاس كمركز للدراسات و الابحاث امام المحكمة التجارية بفاس وهدا داخل اولا في الاختصاص النوعي لهده المحكمة التي تكون ملزمة الفصل في طلب الحصول على الرخصة , و التي تستغرق وقتا طويلا نوعا ما و هدا يجعلنا نقول استنادا على هده المعطيات على ان طلب الرخصة دفع قبل اعادة العلاقة الدبلوماسية بين المغرب و ايران , و ادا كان القضاء قضى بما قضى به فكلام الشبيبة كانه يلوم اجهزة الدولة عن عدم تدخلها لتوجيه القضاء و هدا يتناقض مع مبادئ الديموقراطية . و لقد قيل سابقا عندما قطع المغرب العلاقة الدبلوماسية مع ايران و قيل ان المغرب يجامل دول الخليج من اجل الحصول على الاعانات المالية من الدول النفطية هاهو الان بعدما اعاد علاقته مع ايران نسمع ان المغرب يستعمل الشيعة لابتزاز دول الخليج .
ان الندوة التي نظمتها حركة التوحيد و الاصلاح بينت ان الشعارات الدفاعية و الحقوقية التي رفعتها بعد احداث ماي 2003 لاتعني شيئا باستعمالها الاقصاء ضد الخط الرسالي عندما فتحت نارها عليه من خلال ندوتها الاقصائية و العنصرية و الغريب لحد الان لم يعطينا اي احد فهم حقيقي لاهداف الخط الرسالي الذي اراد الدخول الى الحياة الاجتماعية و الثقافية و الساسية المغربية و اعطاء قراءة جديدة للاسلام مبني على مرجعية شاملة بعيدا عن الاسلام الوهابي المتطرف الدي تتبناه الحركات الاسلامية السياسية بطريقة مباشرة او غير مباشرة و دلك عندما تستعمل الخطاب السلفي الوهابي في مرجعياتها السياسية و مغازلة هدا الفكر ضد فكر محبي ال البيت الدي لا يرون في المدهب المالكي اي تعارض و لا اي اختلاف مع المذهب الجعفري الا في الفروع لاسيما و ان الامام مالك تلميذ الإمام جعفر الصادق عليه السلام , الاخلاف بينهما لا يبغي احق و انما يكمله و يتممه .
ان الخط الرسالي في الواقع يمتلك خطاب متنور عقلاني فولا ينفي السلطة القائمة و لا يعارضها و مركز قوته هو تحويل الخطاب الدي ينطوي عى الحقد و الظغينة الخطاب مفتوح على الانسان مهما كانت عقيدته و فكره , و لا يمكن فهم الخط الرسالي دون معرفة قبلية بمضامين هدا الخط .
و قد دخلت حركة التوحيد و الاصلاح مدخلا صعبا حين نفى احد محاضريها نفيا جازما ان لا مجال للتقارب بين المدهب السني و المدهب الشيعي قطعا ان هده الجراة في طرحه العدمي لم نجد له اي سند في التاريخ و المحاضر اراد ان يقيس التعايش المسيحي الاسلامي و الاسلامي اليهودي في المغرب على المدهبين السني و الشيعي و اد لا قياس مع وجود الفارق , اد ان الدي يجمع بين السني و الشيعي هو الدين الاسلامي و وحدة الاتفاق حول الاصول و الاختلاف حول الفروع و قد كان لنا في التاريخ تجربة كادت ان تفضي الى التقارب السني و الشيعي عندما اشرف على دلك الازهر الشريف في مصر و لولا تدخل السلفية الوهابية و نسفه لكان بين المدهبين شان اخر, فادا كان الاقتراح التعايشي الدي قدمته الندوة لا يمثل شيئا بالنسبة للمدهب السني و الشيعي و لكن يظهر عدم احاطة المحاضر على ضعف احاطته بالموضوع . فلنحيل صاحب النفي المطلق للتعايش على تاريخ الغرب و الصراع المدهبي فيه بين الكاثوليك و البروتيستانت سيجد فيه عبرة ليجعل التقارب بين امدهب السني و الشيعي ممكن حدوثه لوحدة الدين الاسلامي الدي يجمعهم كما جمع بين البروتيستانت و الكاثوليك وحدة الدين المسيحي.