الماء يتفجر من الصخر هكذا يكتب الشاعر الدكتور عبد الله الكرني

– الْمَاءُ يَتَفَجَّرُ مِنَ الصَّخْرِ–

ذُوبِي مَعِي
فِي شَمْسِ
الْمَغِيبِ
وَذَوِّبِينِي

أَوْ فَجِّرِي
الْمَاءَ
مِنَ الصَّخْرِ
وَاسْقِينِي

لَا تُقَابِلِي
الْأُفْقَ
الطَّلْقَ
وَقَابِلِينِي

وَانْثُرِي
عَلَى الْوَجْنَتَيْنِ
خُدُودَ
الوَرْدِ
وانْثُرِينِي

لَوِّنِي
رُسُومَ
حَيَاتِي
بِالْحَنِينِ
وَبِأَرْوَعِ
التَّلَاوِينِ

تَزَيَّنِي
كَالشُّهُبِ
بِحُمْرَةِ
الشَّفَقِ
وَاسْكُنِينِي

انْسُجِي
أَجْمَلَ
الْفَسَاتِينِ
مِنْ خُيُوطِ
الْفَجْرِ
لَمَّا يَسْرِي
وَالْبِسِينِي

أَهْدِينِي
سَنَاءَ
النَّيَاشِينِ
وَبَهَاءَ
سُكُونِ
الَّليْلِ
وَنَخْوَةَ
الْخَيْلِ
قَبْلَ أَنْ
تَكْتَسِحِينِي

ضَعِي عَلَى
الْجَبِينِ
الُّلجَيْنِ
تَاجًا
بِنَقْشٍ
فِرْعَوْنِي

حَدِّثِنِي
عَنْ صَفَاءِ
النُّجُومِ
وَاخْتِفَاءِ
الْغُيُومِ
والشُّجُونِ

قَبْلَ أَنْ
تَضُمِّينِي
اسْمَعِينِي
قَدْ أَصَابَنِي
مَسُّ
الْجُنُونِ
فَارْفَعِينِي
إِلَيْكِ
لِكَيْ أَرَى
فِي مُقْلَتَيْكِ
اَسْرَارَ
الْكَوْنِ
وَزُرْقَةَ
الْبَحْرِ
وَإِشْرَاقَةَ
الْفَجْرِ
قَبْلَ أَنْ
تَأْوِينِي

دَنْدِنِي
بِشَدْوِ
بَلَابِلِ
الْبَسَاتِينِ
وبِرَجْعِ
النَّايِ
الْحَزِينِ

لَا تُبْكِينِي
لَمَّا تَعْزِفِينَ
عَلَى الْوَثَرِ
الَّدَّفِينِ

عَطِّرينِي
بِأَنْسَامِ
الرَّيَاحِينِ
وَرُشِّينِي
بِنَسْمَةِ
الْغَسَقِ
وَبِعَبَقِ
الْيَاسَمِينِ

حَرِّرِينِي
مِنْكِ
وَمِنْ غَيَاهِبِ
سُجُونِي

وَاغْمُرِينِي
لِكَي أَرَى
الْفَرْحَةَ
تَسْبِقُنِي
وَتَمْلَأُ
عُيُونِي

توقيع : عبدالله الكرني