الدكتور والشاعر عبد الله الكرني يكتب شعرا جديدا

– إسْرَاءُ العَزْف –

حِينَ تَرْنُو مُشْرِقَةً كالبَدْرِ
منْ بعِيدْ
أَرْتَعِدْ
وأَتَجَمَّدْ
كالْجَلِيدْ

وإِذْ
تَعْزِفُ بِأَنَامِلِهَا
عَلَى أَوْتَارِ قَلْبِي
أَسْتَعيدْ
نَبْضَ الحَياةِ
من جَديدْ

أَثِبَ كالصَّبيِّ
على مُهجتِي
وعلى حبْلِ
الوَريدْ

أَنْتَشي دُونَ أَقْداحِ
بِسَكينَةِ
الأَرْواحِ
بِنَشْوَةِ شَارِبِ
النبيذْ

فَأَعِيشَها
بِشعورِ
المُتَمَرِّدْ
حارِقِ كَلهيبِ
القَيْظْ

يَبْدَأَ أَمَلي في
الإِسْراءِ
نَحْوَ
الضِّيَّاءِ
يَكْبُرُ
ويَزِيدْ

فَأَعِيشَهَا
بِفرحَةِ الْعُمْرِ
وبِفرْحة
الْعيدْ

على أنغامِ عزفِها
الشَّجِيِّ
الفَريدْ
المَمْزُوجِ بِرَجْعِ
النَّايَاتِ
وبِإكسيرِ
الحياةِ
وبالزَّغَاريدْ

أَرًتَقِي
نَحْوَ المُطْلَقِ
المَديدْ
حَيْثُ تَسْبَحُ
الرُّوحُ
وتَبوحُ
كَمَا
تُرِيدْ
دُونَ
قَيْدْ

نَتَحرَّرُ معًا من
جاذبيةِ
الأرضْ
لكي نَرْتَقِيَا مَعًا الى
سماواتٍ دونَ
عَدْ

عَزْفُها
الجميلُ
مَعَهُ الرُّوحُ
تَميلُ
بِعُذوبَةِ
الشَهْدْ
وبأَريجِ
الوَرْدْ

مُرْهفةَ
الحسِّ
ساحرة
الأُنْسِ
والوِدّْ

عَروسَ البَحرِ
تَرْقُصُ
مع الأمواجِ أَثْناءَ الْجَزْرِ
والمَدّْ

حتَّى حِينَ
تَغْضَبُ
فَإِنِّي
أّطرَبُ
الى أَقْصَى
حدّْ

فَتَهْتَزُّ من تَحْتي
الارضْ
وتَرْتَدّْ
عَاصِفَةً هَوْجاءَ
او أَشَدّْ

أسْرَعَ مِنْ وَميضِ
البَرْقْ
وأَقْوَى
مِنْ دَوِيِّ
الرَّعْدْ

– زَئِيرُ الْمَغْرِبِ الْأَقْصَى-

مَا أَرْوَعَهُ
حَكِيمٌ
مَنْ أّسْمَاه

الْأَقْصَى
إنَّهُ أَقْصَى الْخُلُودِ فِي
مَعْنَاهُ
وأَقْصَى الّتَّمَيُّزِ
فِي مُحْتَوَاهُ

حِينَ وَضَعَ
أٌقْدَامَهُ
فَوْقَ السَّمَاءِ
الْأُفْقُ
لْمَّا حَاذَاهُ
حَيَّاهُ

الْعَالُمُ وَقَفَ
إِجْلَالًا
لَهُ
حِينَ
رَآهُ

السِّحْرُ
مَبْنَاهُ
والْجَمَالُ
مُنْتَهَاهُ

مَنْ مَلَأَ الدُّنْيَا
رَوْنَقًا
سِوَاهُ ؟

تَهْوَى الْخُلُودَ
مَدائِنُهُ
وقُرَاهُ

مَنْبِتُ الْأَحْرارِ
مُنْتَدَاهُ
وَحِمَاهُ

مَنْ دَقَّ بَابَهُ
بِالْوُرُودِ
وبِدُمُوعِ الْمَحَبَّةِ الْكُبْرَى
يَلْقَاهُ

السَّلَامُ
طَبْعُهُ
وَنَبْعُهُ
ومُبْتَغَاهُ

لَكِنْ مَنْ
نَعَثَهُ
أَوَ عَادَاهُ
فَالْجَحِيمُ
في يُمْنَاهُ

والْحَشْرُ
في يُسْرَاهُ

تَقْذِفُ
النَّارَ
والشَّرَرَ
عَيْنَاهُ

اسْاَلُوا
الجِوَارَ
الْحَديثَ الْوِلَادَةِ
الْمُسْتَعارَ
لِمَاذَا يَفْزَعُ
وَلِمَاذَا
يَخْشَاهُ

زُرْقَةُ
الْبَحْرَيْنِ
وَشْمَاهُ

وَشُمُوخُ
الْأَطْلَسِ
الشَّرِيفِ
وَالرِّيفِ
رَسْمَاهُ

لَوْحَةُ الْخُلْدِ
بِتَوْقِيعِ
الرُّومِ
وَدَهْشَةِ
الْفُرْسِ
وَنَخْوَةِ
الْعُرْبِ
أَضَاءَتْ
مُحَيَّاهُ

فَتَرَاقَصَتْ فِي سَمَاءِ
الدُّنْيَا
أَلْوَانُهُ
كَالثُّرَيَا
فَأَصْبَحَ
الْهَوَى
يَهْوَاهُ

توقيع: عبد الله الكرني