بقلم نور الدين اليعقوبي : عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد
كتبت سابقا ان المغرب عليه ان يدافع عن مصالحه في عمقه المغاربي في صراع ليبيا واذا كان من الضروري الاصطفاف لحماية مصالحه الاستراتيجية في المنطقة المرتبطة بالاتحاد المغاربي والوحدة الترابية والصراعات الاقليمية فليصطف حماية لعمقه الجيو-سياسي، علما ان المغرب رعى اتفاقية الصخيرات التي أسست للحل السياسي ولحكومة الوفاق بطرابلس المعترف بها أمميا هذا الاصطفاف لن يكون عيبا شكلا ومضمونًا، بل من صميم السياسة.
للاسف المغرب تباطأ وتأخر وتلكأ وتذبذب ولعله خشي من الاصطفاف وأضراره على مصالح المغرب خاصة ما تعلق بالوحدة الترابية وملف الصحراء المغربية المصطنع من قوى الاستعمار ولوبياتها في الداخل والخارج.
اليوم تستفيق الخارجية المغربية بعد صفعة “مؤتمر برلين” الذي يسعى لاتفاق جديد ومجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة يؤسس لوضع جديد يتحكم فيه لاعبون جدد واخرون قدامى الاكيد ان المغرب ليس احدهم وهو بذالك خارج المعادلة والأكثر تضررا من “حلف برلين “، فاتفاق الصخيرات سيذهب مذهب الرياح السموم، والجميع حاضر سواء جيراننا في المغرب العربي او في البحر الابيض المتوسط.
بعد خسارة المغرب لروح المبادرة في الملف الليبي لعدم عمله على احياء اتفاق الصخيرات وإعادة مختلف الفرقاء الاشقاء الأعداء المتناحرين بين بنغازي وطرابلس لطاولة الحوار السياسي في نسخة “الصخيرات 2” من اجل بناء سلام حقيقي بعيدا عن اطماع الشرق والغرب عربهم وعجمهم من نفط ليبيا.
ان الاوان للمغرب ان يستخدم كل اوراقه الدبلوماسية وخاصة لعبة المحاور وان لا نتردد في الاصطفاف الى جانب فسطاس مصالحنا المقدسة في المغرب العربي من وحدة الارض والمصير والوجود، والا سنكون امام اختراق وخرق في سفينتنا المغاربية لا محالة يتهددها الغرق في متاهة طالما نبهنا منها وهي ليبيا بقذافي جديد لا يتحرج في تمويل وتسليح الارهاب الانفصالي بالصحراء المغربية لزعزعة استقرار المغرب والمنطقة خدمة لمشاريع تجارالاسلحة والحروب.