بقلم : جمال شاعري | عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد
يسجل العالم العربي أعلى معدل نمو في سوق الألعاب الالكترونية على مستوى العالم بنسبة 25 % في السنة , بينا لا يتعدى السنة 9,2 في منطقة أسيا و المحيط الهادي و 4 %في أمركا الشمالية , ويرجع هذا الإقبال الكبير إلى وجود 400 مليون شخص في المنطقة العربية , تقل أعمارهم عن 25 سنة , مما يضمن لسوق الألعاب العالمي زبائن بمعدلات استهلاك مرتفعة.
مع انتشار الهواتف النقالة سلك الإقبال على الألعاب الالكترونية منحى سلبيا نتج عنه تغيير جذري لحياة بعض المستخدمين الذين بلغوا درجة الإدمان على هذه الألعاب فنتج عن ذلك آثار واضحة عليهم كالعزلة والانطوائية والأمراض النفسية وكذا معدلات سلوك العنف وحتى الاغتصاب والانتحار والجرائم ونتيجة مضامين العنف والضرب والقتل التي تحتويها بعض هذه الألعاب، وهذا ما اثبته العديد من الدراسات التي اهتمت بهذا الشأن يقول الدكتور “كليفورد هيل” المشرق العلمي في اللجنة البرلمانية البريطانية لتقصي مشكلة الألعاب الالكترونية (لقد اغتصبت براءة أطفالنا أمام أعيننا وبمساعدتنا، بل بأموالنا أيضا، وحتى لو صودرت جميع هذه الأشرطة، فإن الأمر سيكون متأخرا، للغاية، في منع نمو جيل يمارس أشد أنواع العنف تطرفا في التاريخ المعاصر).
بالرغم من الاهتمام الواسع، من قبل الدارسين، بمحاولة لتسليط الضوء على هذا الواقع الذي يقر بخطورة هذه الظاهرة الاجتماعية بكل أثارها السلبية، فالمؤشرات توحي بارتفاع مهول لدرجات الخطر مؤخرا، في ظل أزمة كوفيد 19 التي فرضت علينا نمط حياة أكثر خدمة للتباعد الاجتماعي و العزلة الفردية , فألحت الحاجة على الأفراد للتوجه أكثر لمثل هذه الألعاب , بشكل مفرط كمتنفس وحيد لهم في ظل هذه الظروف المفروضة عليهم اليوم, نعيش واقعا جديدا أضفى طابعا من التقيد على حركية الفرد وإبقائه في فضاء مغلق,تفاديا لإنتشار العدوى , ويعتبر هذا النظام متعارضا مع الطبيعة و الحركية للفرد , مايدفعه إلى محاولة استحداث روتين الحياة يومية تتماشى مع الأوضاع المفروضة عليه.
من هذا شهدت منصات الألعاب الالكترونية إقبالا كبيرا، فاستثمرت فيها شركات الألعاب الالكترونية مستغلة “هذا الظرف العالمي” للترويج لألعاب الفيديو كلعبة “فري فاير + وبابجي+…” وتحتوي متاجر أبل وغوغل أيضا على أكثر من 300 ألف لعبة، وتربح كلتا الشركتين مابين 15% و 30% من مشتريات الألعاب الالكترونية , وتعتبر هذه الألعاب سابع صنف من المشتريات المقتناة في العالم الرقمي وقد زاد إجمالى المبيعات فبلغت 63% , كما أن الوقت المخصص لهذه الألعاب أرتفع في العالم بنسبة 40% حسب التقارير العالمية .
واحصائيا فقد سجلت إيطاليا نسبة إرتفاع الإقبال على هذه الألعاب بنسبة 70% أما في الصين , فقد تزايد عدد الأفراد اللاعبين بحوالي 48% مند بداية وباء كرونا أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا , فإن الدول العربية تسجل , أعلى معدل نمو في سوق الألعاب الالكترونية على مستوى العالم , بنسبة 25% في السنة , بينما لا تتعدى النسبة 9,2% ,منطقة اسيا و المحيط الهادي و 4%في أمريكا الشمالية ويرجع هذا الإقبال الكبير إلى وجود 400 مليون شخص في المنطقة العربية تقل أاعمارهم عن 25 سنة , وتوفر زبائن بقدرة شرائية كبيرة .
أما في المغرب، فقد ذكرت “أخبار اليوم” أن تقرير التشريح الطبي حسم في اشتباه قتل الطفل لأمه بمدينة صفرو بسبب لعبة “فري فاير”، وكشف التقرير أن الفقيدة أصيبت بضربة قوية على مستوى الرأس، وفي تفاصيل الحادث، فالطفل البالغ من العمر 15 سنة مهوس بلعبة “فري فاير” فوجئ بنفاذ رصيده من الأنترنيت، فسارع إلى طلب النقود إلى والدته لتعبئة جديدة.
لكن الأم رفضت بحكم معارضتها لهذه اللعبة التي تسببت للطفل بالهوس والإدمان، وهو ما أغضبه، ودخل في مشاجرة معها انتهت بدفعها بقوة، فسقطت وأرتطم رأسها بالأرض، لتفارق الحياة بعد غيبوبة، وأضاف المصدر أن الطفل يوجد في جناح الأحداث بسجن “بوركايز” ضواحي فاس لمواجهة المنسوب إليه : جريمة القتل الخطأ والإيذاء العمد في حق الأصول.
اكتشاف المزيد من DemocPress ديموك بريس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.