بقلم محمد علمي : عضو المجلس الوطني لحزب الديمقراطيين الجدد
تتوالى إخفاقات الحكومة في تدبير العديد من الملفات الهامة في ضروف جد حساسة عالميا وإقليميا لا مجال فيها للخطأ أو الترقيع.
من هذه الملفات التضخم وارتفاع المواد الأساسية خاصة المحروقات وضعف القدرة الشرائية..، وهي أشياء تهدد الأمن الاجتماعي.
كذلك ملف الجفاف والتدابير المستعجلة والمتوسطة وبعيدة المدى اللازم اتخادها ضمن رؤية جديدة مع تطوير الاستراتيجية الفلاحية لمواجهة التحديات المناخية وكذا الأمن الغذائي، دون أن ننسى ملف التعليم العالي وتراجع تصنيف الجامعات المغربية ومشكل التعاقد وتدني مستوى التلاميذ المغاربة…
قد نحتاج لصفحات لجرد الاخفاقات المستمرة، لكن السؤال هل هذا الفشل مفاجئ؟ ألم يكن متوقعا؟
خير جواب على هذه التساؤلات هو المثل المغربي “قالو اباك طاح، قالهم من الخيمة خرج مايل”. فبالعودة للحظة تشكل الحكومة كانت هناك اشارات واضحة أولها زواج السياسة بالمال والذي أبانت كل التجارب حتى في أكثر الدول تمرنا على الديمقراطية أنه فاشل و لا يولد إلا الفساد.
أيضاً من الإشارات اقحام التكنوقراط في مناصب وزارية بعد صباغة سريعة بلون سياسي سرعان ما “تقشرت” ليجد المغاربة أمامهم حكومة بعيدة عما أفرزته “الصناديق”.
لكن من أبرز إشارات الفشل كان غياب المعارضة البرلمانية وبالتالي غياب التوازن اللازم لممارسة الديمقراطية، فأبرز الأحزاب “المعارضة” كانت تحابي رئيس الحكومة وتطمح بحقيبة هنا أو هناك.
ولولا أهمية “الكومبرس” لإتمام المشهد، لكنا أمام حكومة مطلقة يتزعمها المال والباطرونات، أذرعها تكنوقراط لا يجيدون الدارجة المغربية، تحكم شعبا بمستوى بطالة وأمية مرتفعين ووضعية اجتماعية هشة.
ونحن بالفعل أمام هذه الحكومة ولو بشكل غير علني فبسابقة تكلف رئيس الحكومة بتشكيل الحكومة والمعارضة معا.
لقد علق المغاربة آمالهم على هذه الحكومة، والأمل لا يحضر إلا في غياب البرنامج الواقعي والرؤية المضبوطة والمنطقية للنجاح، الآن نسفت البرنامج و الأمل بدأ يتبخر، فماذا بقي المغاربة؟
في المقالات القادمة سنطرح بعض الحلول الممكنة ومدى جدواها وفاعليتها مع تعمق أكثر في كشف حقيقة الوضع الراهن.
اكتشاف المزيد من DemocPress ديموك بريس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.