بقلم عبد الواحد رشيد : عضو المجلس الوطني
بسم الله الرحمان الرحيم، هذه السطور اعتبرها صرخة من القلب لعلي أجد عزاء في كتابتي هذه، صرخة لمعطل آمن بكل ما يقترحه ويخططه المسؤولون في هذه البلاد بدون شك ولا ريبة، صرخة لمعطل كان ضحية من ضحايا شركة النجاة التي تسببت له في جرح عميق لن يسامح من كان سببا فيه كائن من كان الى يوم القيامة.
بعد سنوات من البطالة سمعت عن شيء يسمونه التشغيل الذاتي فآمنت به، لأنه ليس لدي خيار، وانخرطت فيه من خلال وضع مشروع لكي أصبح مقاولا شأني في ذلك شأن باقي المعطلين في منطقة تعتبر من اكبر المناطق من حيث نسبة البطالة، ورغم ذلك لا يتحرك المسؤولون حيال ذلك.
هذه صرخة لمقاول معطل أو لمعطل أصبح مقاولا لكن صفة معطل لا تزال ملتصقة به من عشقها له، ومن السنين الطويلة التي التصقت به وكأنها خلقت من أجله وخلق من أجلها، هذا وصف غريب وبه تناقض ستفهمون كل ذلك فقليل من الصبر.
لقد أصبحنا نعاني في وطننا الحبيب من تلك النظرة الدونية التي ينظر بها بعض المسؤولين في مدينتنا وفي كل المدن في ربوع بلدنا الحبيب لكل معطل ولكل مواطن مثلنا لم تستطع الدولة أن تجد له عملا، قد يكون هو نفسه سببا في ذلك بسبب أخطاءه واختياراته، وقد تكون السياسات المتبعة من المسؤولين هي السبب، وقد يكون الريع والمحسوبية هي السبب، بالمحصلة فهو مواطن عاطل قد يكون له مؤهلات لو وظفت في مجالها لصلح حال البلاد والعباد.
المهم أنني اشدد على أنني مواطن رغم عن أي مسؤول، هذه المواطنة التي اشعر وأظن أن كثير من المسؤولين يحاولون نزعها مني، فأينما حللت وارتحلت ينظر إلي بأني مصدر المشاكل والفوضى كوني غيور على وطني ولا أسكت على الظلم والشطط المستشري في البلاد.
بعد هذه المقدمة التي حاولت ان ألخص بها حالي وحال كثيرين في وطني الذي أشعر بأنني ظلمت فيه كثيرا، أسرد لكم سبب خيبة أملي وانقطاع أي رجاء في هذا الوطن وفي مسؤولييه إلى الأبد.
لقد انخرطت في مسلسل التشغيل الذاتي وتقدمت بمشروع شأني في ذلك العدد الكبير من أبناء وبنات المنطقة، بحيث في سنة 2018 تقدمت بمشروع الى الجهات المختصة، وبعد اتصال من الجهات المعنية بأنه ستزورني لجنة لمعاينة المحل الذي اتخذته مقرا لشركتي وذلك خلال شهر ماي 2019، وبالفعل زارتني لجنة مكونة من 5 أعضاء قاموا بمعاينة المقر وأنجزوا تقريرهم بهذا الخصوص لا أخفيكم سرا في تلك اللحظات ظننت ان حياتي ستتغير الى الأبد فصفة معطل ستفارقني بعد عشرة طويلة وسأصبح من أصحاب المشاريع وبمجرد سماع أهالي للنبأ أصبح الجميع يظن أننا تلقينا الدعم وأننا أصبحنا أصحاب مشاريع مع مايترتب عن ذلك من امور.
وفي شهر يونيو 2019 تلقيت مكالة هاتفية بضرورة الحضور الى وكالة الانابيك بحيث تم تبليغنا بانه تم قبول مشاريعنا وطلب منا تأسيس شركات قصد الاستفادة من الدعم، وبالفعل قمت بالعمل المطلوب مني وفي شهر دجنبر 2019 أسست شركتي، لتبدأ بعد ذلك المأساة الحقيقية التي أسهم فيها المسؤولون بقصد أو بغير قصد، ومنذ تأسيسي لشركتي ورغم متابعتي لملفي بين الإدارات المعنية بداية من شهر دجنبر 2019 وأنا أتردد على الإدارات المعنية، بعد مرور ملفي بشبكة معقدة من المكاتب وصلت أخيرا إلى وكالة الجنوب لأتفاجأ بأنه لا تتوفر السيولة الكافية لديها لتمويل المشاريع التي كانت قد وصلت إلى الوكالة ليبدأ مسار طويل من المعاناة مع الإدارات المعنية انتظار لساعات طوال قد تدوم أحيانا نهارا كاملا تشعر معها وأنك منزوع الكرامة وكأنك تسعى المسؤولين أو تتسولهم على الرغم من ان الامر ابسط مما يكون لو توفرت الارادة ولو قام كل مسؤول بدوره احسن قيام ولكن لاننا في بلد يتلذذ المسؤولون في جلد المواطنين من أمثالنا ولأن المواطن في هذا البلد لا يساوي شيء فإنني تحملت كل تلك الاهانة، فليس من السهل علي أن انسى الساعات الطويلة التي كنت انتظر فيها استقبالي من طرف المسؤولين بحيث اصبحت احس أن لقاء مسؤول أصبح همي الشاغل وليس وسيلة لكي اتتبع ملفي فتلك النظرة الدونية والتعامل باستهزاء مع المواطن ودعه ينتظر من يكون هو كل تلك الممارسات عانيت منها وبالمحصلة وعود ووعود ثم وعود، وبعد ذلك طلب مني الصبر، هذه الكلمة التي كرهتها من كثرة ما سمعتها واسمعها من الجميع، هذا الصبر الذي أصبح يستحي مني وأصبح يصرخ في وجهي ويقول لي “من ماذا أنت مصنوع انك اصبر من الصبر”.
فماذا تنتظرون مني ومن المعطلين امثالي بعد كل ذلك الدل والهوان الذي جعلتموني اعيشه ؟؟؟… انا لم اكتب هذه السطور لأستجدي المسؤولين أو لأطلب منهم شيء فهذه ليست أخلاقي ومن يعرفني من أهل وأصدقاء يعرفون ذلك، فأنا اعرف ان المسؤولين تحركاتهم محسوبة ومدروسة وفق المصلحة، بل لعلي أجد عزاء في الكتابة وأقول اللهم اني فوضت امري لك.
اكتشاف المزيد من DemocPress ديموك بريس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.