عبد الصمد لفضالي
لأول مرة سار برنامج”مسار”الذي يبث كل يوم سبت بالقناة الثانية٬ على المسار الصحيح عندما استضاف كلا من السيد لحسن الداودي وزير التعليم العالي٬ و السيدة حبيبة شاكر المهاجرة من أصول مغربية بأمريكا الشمالية و الحاصلة على دكتورتين٬ الأولى في العلوم الكيميائية و الثانية في علوم المناعة٬ و الباحثة في العلوم المختبرية٬ كما أن المثير للإنتباه هو أنه في هذه الإستضافة٬ لم نسمع بكثرة كلمة “أستاذ”
التي ينعت بها كل من هب و دب ممن يحسبون على “فن” الرقص و الغناء و”تشياخت”.
فبدل أن تنظم المسابقات و اللقاءات الفنية المرتبطة برموز “تشياخت” التي ليست من الأولويات٬ خصوصا بالنسبة للمجتمعات التي هي في أمس الحاجة للحاق بالدول المهيمنة على الصناعة و الاقتصاد العالميين٬ يجب أن تعقد لقاءات مع أمثال الذكتورة و الباحثة السيدة حبيبة شاكر٬ من أجل الإستفادة من خبرتها٬ و تحفيز الأجيال الناشئة على اقتفاء طريقها نحو العلم و المعرفة مما ينفع العباد و البلاد.
ان الأعمال “الفنية” التي تهيمن على بعض القنوات العربية٬ و يؤطرها “أساتذة” يزدادون تفريخا على مدار الساعة٬ لا يستفيد منها المجتمع أي شيء سوى هدر الوقت و الأموال٬ نعم هناك فنون راقية و جميلة٬ و لكن لا يجب أن تستحوذ كليا على عقول و وقت شبابنا٬ بل يجب أن تنظم من أجل استثمار وقت فراغهم في تحسين الذوق و الترفيه عن النفس.
فلو أن هذا الكم الهائل من “أساتذة” الرقص و الغناء و تشياخت٬ كان لنا مثله من عينة الأستاذة حبيبة شاكر لكنا قطعنا أشواطا كثيرة نحو التقدم و الازدهار